«حققت فوزا تاريخيا، لقد فزنا فى الولايات المتأرجحة وفى التصويت الشعبى وحققنا 315 صوتا، وهذا شعور رائع يدل على محبة الشعب، الرب أنقذنى لينقذ البلاد، هذا فوز سياسى لم ير بلدنا مثيلا له من قبل» هكذا هنأ ترامب منتخبيه. فى ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تثار التساؤلات حول سياسته تجاه العالم العربي. فخلال فترته الأولى كرئيس للولايات المتحدة (2017-2021)، تبنى ترامب موقفًا مميزًا تجاه المنطقة، ركز فيه على «صفقة القرن» وتحقيق مصالح إسرائيل، إلى جانب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووى الإيرانى، وهو ما أسفر عن توترات إقليمية. ومع حملته الرئاسية لعام 2024، سعى لإقناع ناخبيه بأنه الرجل المناسب لاستعادة «أمريكا العظمى»؛ لكن هذا السعى حمل معه عدة تساؤلات حول تداعيات ذلك على الشرق الأوسط؟! وفقاً للمحلل الأمريكى توماس فريدمان، من صحيفة نيويورك تايمز، فإنه يرى أن ترامب قد يعود إلى سياسة الانحياز الشديد لإسرائيل؛ حيث يعترف بأن دعم ترامب القوى لإسرائيل جذب قاعدة مؤيديه المتدينين المسيحيين المتشددين الذين يرون فى إسرائيل حليفًا استراتيجيًا وأيديولوجيًا. ويشير فريدمان إلى أن ترامب سيواصل على الأرجح العمل على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية بغض النظر عن تداعيات ذلك على القضية الفلسطينية. أما ريتشارد هاس ، رئيس مجلس العلاقات الخارجية السابق، فيرى أن عودة ترامب ستدفع بالولايات المتحدة نحو سياستها الخارجية السابقة التى تؤكد على «أمريكا أولاً». هذا التوجه قد يؤدى إلى تراجع الدعم الأمريكى للشرق الأوسط فى قضايا حساسة، مثل المساعدات العسكرية والاقتصادية، لبعض دول المنطقة، متوقعا أن ترامب سيبتعد عن النزاعات التقليدية فى المنطقة، معتبرًا أن تدخلات أمريكا فى الشرق الأوسط «صفقة غير مربحة»، وسيعيد تقييم العلاقات مع بعض الدول بناءً على مصالح اقتصادية بحتة، كاستقرار أسعار النفط. على الجانب الآخر، يرى ستيفن كوك، خبير شئون الشرق الأوسط فى معهد بروكينجز، أن ترامب سيحاول إعادة فتح قنوات الاتصال مع بعض الدول التى يعتبرها شركاء مفيدين فى محاربة الإرهاب. أما فريد زكريا، المحلل فى «سى إن إن»، فيرى أن ترامب قد يتبنى استراتيجية مواجهة صادمة مع إيران بصورة أكثر حدة، وقد لا يتوانى عن استخدام القوة العسكرية ضدها. لكنه يحذر من التصعيد الأمريكى – الإيرانى، لأنه قد يؤدى إلى هدم استقرار الشرق الأوسط، وخاصة إذا ردت إيران، هذا التصعيد عبر وكلائها فى لبنان واليمن والعراق. إن عودة ترامب للرئاسة تعنى استمرار سياسة الدعم غير المشروط لإسرائيل، وتراجع القضية الفلسطينية ، وتزايد التصعيد مع إيران. وهذه السياسة تهدد استقرار المنطقة على المدى الطويل .