استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم الثلاثاء 18 ايار في الصرح البطريركي في بكركي النائب فريد هيكل الخازن.
وقال الخازن بعد اللقاء: “مثل العادة اول زيارة نقوم بها بعد الاستحقاق النيابي هي الصرح البطريركي، هو الصرح الذي يلتجأ اليه كل اللبنانيين.
أتينا الى الصرح والتقينا غبطة البطريرك ووضعنا أنفسنا بتصرفه، ولكي نؤكد على تمسكنا بثوابت بكركي والثوابت الوطنية التي لها علاقة بسيادة لبنان ووحدته وبصيغة العيش المشترك في لبنان وبالمشروع والطروحات التي طرحها البطريرك ان كان على مستوى الاصلاحات المطلوبة في البلد والاستراتيجية الدفاعية التي تهدف الى حصر السلاح بيد الجيش اللبناني او على المستويات الاخرى التي لها علاقة بجمع الشمل ولمّ الوضع السياسي المتشنج الناتج عن الانتخابات النيابية”.
واضاف الخازن “ما تحسبونا لا مع هذا الفريق ولا ضد هذا الفريق، نحن مع خط الاعتدال في لبنان. معادلة ٨ و١٤ اذار ومعادلة مع وضد، هي التي اوصلت البلد الى هنا ودمّرته وخرّبته.
نحن مع خط الاعتدال وسنتعاطى مع كل الملفات الوطنية الكبرى ومع كل القوانين في مجلس النواب والاستحقاقات الكبرى في المجلس بالقطعة. ما يهمنا هو مصلحة البلد ومصلحة الناس مثل تماما الامر الذي يعطي توجيهاته به صاحب الغبطة.”
وتابع الخازن قائلا : “نحن قادمون على مرحلة صعبة جدا، الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي والمالي صعب، البطالة بدرجات عالية جدا، كل القطاعات في لبنان تدمّرت، وبالتالي لبنان في حالة دمار، ونحن قادرون على قيامة البلد عبر مدّ اليد ووقف التشنج والتفاهم”.
واضاف الخازن: “مرحلة الانتخابات انتهت، اليوم يجب ان نتوجه الى رئاسة مجلس النواب وتشكيل حكومة في وقت سريع والى استحقاق رئاسي، لا ان نعطل البلد او نؤجل هذه الاستحقاقات، وكي نقوم بكل ذلك المطلوب التعاون ومد اليد وان نلتقي جميعا حول نقطة التقاء تجمع لبنان.”
وتابع الخازن “اذا بدنا نكفي بسياسة ٨ و١٤ اذار واصطفافات سياسية حادة داخل مجلس النواب، واليوم قد دخلت قوى تغييرية جديدة مطلوب وجودها داخل المجلس لتحسين وتطوير الاداء، ولكن لبنان لا يقوم الا على الاعتدال. هذا الصرح هو نقطة الانطلاق الاولى والاخيرة للاعتدال في لبنان ولسيادة لبنان ولحماية الحريات في لبنان.”
واضاف قائلا “ما نتمناه في المرحلة المقبلة التعاون، وهنا اتوجه بدعوة عامة لكل القوى السياسية وأمد يدي للجميع لكي ننهض بالبلد ونخلص الشعب اللبناني من هذه الازمة.”
وردا على سؤال حول اي كتلة سيكون فيها داخل المجلس النيابي، قال الخازن “نحن في التكتل الوطني وسنبقى فيه مع كل التمايزات الموجودة فيه، هذه ليست كتلة نيابية ملتزمة او حزب ملتزم بقرار واحد، نحن في تكتل مثلما كان تكتل النواب المستقلين قديما ومثلما كانت كتلة الوسط ايام فؤاد شهاب، انا ارى نفسي هنا ولا ارى نفسي لا مع فريق ٨ ولا مع فريق ١٤ اذار.”
وردا على سؤال حول اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس قال الخازن “هذا استحقاق كبير وانا حر القرار ومن اعطاني صوتا منه فليأتي وليأخذه. الرئيس بري صديق ونحترمه احتراما كبيرا ونحترم كل القوى السياسية الاخرى، ولكن لا نريد ان نقوم بخطاب تشنجي واحتمال تعطيل البلد، فلبنان لا يقوم الا بالتفاهم”.
وعن المؤتمر الوطني الذي دعا اليه البطريرك الراعي، قال الخازن “المؤتمر الوطني الذي دعا اليه غبطته لا يعني تعديل الدستور وان تشوبه فجوات، ونحن كنا قد دعينا الى تفاهم بين كل القوى السياسية لان الوضع بحاجة الى حوار وتفاهمات ومد اليد.”
ثم استقبل غبطته النائب شوقي الدكاش الذي أراد أن يبدأ مشواره النيابي بأخذ البركة من صاحب الغبطة، معتبراً أن المرحلة القادمة تتطلب الكثير من الحكمة والتطلعات الوطنية الكبيرة.
كما عقد صاحب الغبطة خلوة مشتركة مع المجلس التنفيذي للرابطة المارونية بحضور رؤساء الرابطة السابقين. وبعد اللقاء قال رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم: “عرضنا مع صاحب الغبطة للاستحقاقات والتحديات المستقبلية التي تواجه لبنان وحياتنا الوطنية، وسينكبّ المجلس التنفيذي للرابطة المارونية على وضع البرنامج موضع التنفيذ من خلال اللجان التي ستتألف بالاضافة الى مواكبة التطورات الاقتصادية والمعيشية التي تواجه الشعب اللبناني”.
وأضاف كرم: “في هذه المناسبة أتوجه بالتهنئة الى كل المسؤولين في الدولة وأجهزتها الادارية والقضائية والأمنية الذين عملوا على انجاح الاستحقاق الانتخابي على الرغم من بعض الشوائب التي تمّ تسجيلها، كما نثني على المشاركة الفاعلة للمغتربين الذين اقترعوا وقاموا بواجبهم الوطني تجاه بلدهم”.
وختم قائلاً: “في هذه المناسبة نهنىء النواب الجدد الذي يراهن عليهم الشعب اللبناني في العمل من أجل استكمال الاصلاحات التي ستخرج لبنان من أزماته الاقتصادية والاجتماعية الراهنة”.